الأحد، 24 نوفمبر 2013

السعودية المقدَّسة



قد يبدو العنوان ساخراً أو جـِيء به في غير سياق منطوق حروفه، وقد يرى البعض الآخر من زاوية أخرى أن فيه نفاق متناهـٍ وتزلّف ممقوت... إلى غير ذلك من الإسقاطات التي اعتاد عليها الشارع السعودي!، لكن الزاوية أو النافذة التي ينظر خلالها الكثير من المسلمين في أصقاع الأرض إلى السعودية على أنها البلد المقدّس، ليس قصراً على الحرمين الشريفين، بل إلى كل ما ينتمي إلى كلمة "السعودية"!.

لك أن تعجب مما أقول ... حتى أنا أعجب من حديث نفسي وتجوال خواطري.. وها أنا أترجمه حروف مكتوبة.

أحسب أن العجب لن يطول حينما تستكمل قراءة ما سيأتي من حقائق ليست افتراضات، وأحداث ليست أوهام.

في إحدى المساجد في ولاية تكساس الأمريكية، بعد أن صلّى العشاء بناء ذلك الإمام –المغربي الأصل- قام أحد الدعاة – الباكستاني الأصل - وارتجل كلمة قال فيها: "أعتذر عن وقوفي هذا الموقف الذي يتحدث فيه التلميذ أمام مُعلميه – وهو ينظر إلى أحد السعوديين – ثم أشار بيده قائلا : إن آباء هؤلاء السعوديون هم الذين كانوا رحمة من الله ليخرجنا بهم من الظلمات إلى النور، فقد كان آباؤنا لا يعرفون الإسلام إلا بعد مجيئهم، ولولا فضلهم لكان هذا الإمام –المغربي- أعجمياً لا يُحسن العربية ولا يقرأ القران، ولربما كنا على غير هدى.. ففضلهم علينا جميعاً" ثم أكمل كلمته الدعوية.!!

هذا الموقف الأول.

أما الموقف الثاني، فكان حين وقف إمام المركز الإسلامي في تلك المدينة وقال: " إيها الإخوة، كنت قد قلت لكم الأسبوع الفائت أن يوم عاشوراء يوافق كذا وكذا لمن أراد صيامه ... لكني أستدرك ما قلته، وأفيدكم بأنه قد جاءني الخبر اليقين .. جاءني من "السعودية" أن يوم عاشوراء يوافق كذا وكذا، فصوموه اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم"

السعودية ...هي مهوى أفئدة المسلمين في كل مكان... وأفئدة المسلمين هي العُمق الاستراتيجي الحقيقي للسعودية.

السعودية ...هي الكلمة التي يستحضر المسلمون مع ذكرها بداية الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

هذه هي السعودية في نظر غير السعوديين من المسلمين.

أما السعودية في نظر بعض السعوديين: فهي البلد الذي تسيطر فيها الأيديلوجيا الراديكالية، هي البلد التي ينبغي أن تتحرر من قيود الرجعية، هي البلد التي يجب أن تنتقل إلى مصاف الدول المتحضرة ... باستخدام وسائل روتانا وإم بي سي، وغيرها من وسائل الإعلام الهابط المملوك لبعض السعوديين!!

هاتان صورتان مُلازمتان لكلمة "السعودية".

فأيهما نريد لبلدنا؟

- أن يكون لها عُمق استراتيجي في قلوب المسلمين رائدة قائدة مرجعاً لدينهم وعقيدتهم؟

- أم تتنازل عن هذا الدرع الحصين والمقام المكين في قلوب المسلمين ثم ننقاد لدعاة التغريب والانحلال؟!

من يُثقِل ظهر البعير .. ويستعجل به المسير .. سيثوي به البعير .. فلا أرضً قطع ولا ظهراً أبقى.