تُعد المقاطعة التزام
أدبي وأخلاقي تجاه أفراد المجتمع، وهي أحد مظاهر قوة الإرادة، وكبح جماح النفس
ورغباتها وهي إحدى صور التضامن الاجتماعي، ذلك أنها طريقة للامتناع عن الشيء مع
القدرة على تحصيله، أو منع الشيء مع القدرة على إنفاذه نكاية بالطرف الآخر.
وللتاريخ القديم والحديث شواهد كثيرة منها مقولة الفاروق رضي
الله عنه (أرخصوها أنتم) حينما ارتفع سعر إحدى المواد الغذائية في عهده، ومنها فعل
(ثمامة بن آثال) حينما منع حنطة اليمامة عن كفّار قريش بعد إسلامه؛ حتى ألجأهم
للتوسل بالرحم عند النبي صلى الله عليه وسلم. أما شواهد التاريخ الحديث فهي أكثر
من أن تُحصى، ولعل أبرزها قيادة "المهاتما غاندي" للمستضعفين (الهنود)
ضد الأباطرة البريطانيين المحتلين، والعرب ضد إسرائيل عام (1922)م وعام (1945)م
ومقاطعة العرب للغرب في حرب (1973)م، والشواهد كثيرة جداً على صور المقاطعة التي
أناخت غطرسة القوي وانتصرت للضعيف.
وعلى المستوى المحلي، كلنا يذكر بعض التصاريح (لبعض) شركات
الألبان التي ألمحت إلى رفع أسعار منتجاتها، فبادرت شريحة كبيرة من المجتمع
بمقاطعة تلك الشركة (المراعي) حتى أثنتها عن عزمها السوء، مع أن ذات الشركة
(المراعي) تحايلت على المواطن، وقادت حملة رفع أسعار الدواجن حتى بلغ سعر دواجن
(اليوم) التابعة لشركة المراعي (15) خمسة عشر ريالا بعد أن كانت لا تتجاوز (11)
أحد عشر ريال.
نحن المواطنون لا حول لنا ولا قوة في ظلام غياب الرقيب وسيطرة
مافيا رأس المال، وغياب منظمات المجتمع المدني التي ترفع صوت المواطن المستضعف ضد
جشع التجار الذي لا ينتهي.
ولهذا وذاك.. لابد من
وجود وسيلة لتجمع شتات رأينا، وتقول للتاجر "حسبك" فقد أوغلت في الفحش
ونكران الجميل لوطنك ومواطنيك، وآن لك أيها الجَشِع إما أن تثوب إلى رشدك، وتستحضر
واقع الشريحة الكبرى من مستضعفي المجتمع، وإما المقاطعة.
أما الطريقة لإجماع رأينا
ووحدة رأينا فهي من خلال متابعة منتدى مقاطعة ومعرّفات المقاطعة في تويتر والتي
أذكر منها المعرّف (المستهلك - مقاطعة - أرخصوها أنتم - @cheaper4ksa )
عزيزي
المستهلك ..
إذا كنت ذا
رأيٍ.. فكن ذا عزيمةٍ
فمن آفـة
أهــل الــرأي أن تترددا